دجبريل ديوب مانبيتي

jcc2016
دجبريل ديوب مانبيتي

جبريل ديوب ممبيتي Djbril Diop Mombeéty

"لتصنع سينما، حكاية بسيطة، يتوجب عليك غلق العينين تشاهد نقاط ضوء. تسارع الأضواء، تتواجد شخصيات، تبعث الحياة، يشتغل الدّماغ دون أن يتجاوز القلب، نفتح أعيننا ونصبح قد امتلكنا حكاية" هكذا تحدّث جبريل دوب ممبيتي الذي اختطفه الموت باكرا جدا سنة 1998 نتيجة مرض خبيث في الرئة عن عمر لا يتجاوز 53 سنة.
مثل شهاب عبر جبريل ديوب ممبيتي السينما الإفريقية، لقد حمل هذا العملاق نفسا مستحدثا وفريدا عالميّا للسينما الإفريقية. تميزت أعمال هذا المخرج بثنائية التحضّر والحداثة انطلاقا من موطنه ذلك الحيّ الشعبي الذي يقع جنوب غرب داكار على شاطئ البحر المفتوح على أفق لا متناهي، قريبا جدّا من أفريقيا الرّيفيّة ولكن أيضا شديد الارتباط بالعاصمة الحديثة التي أنشأها المستعمر. هي نفسها الثنائية التي طبعت أعمال مامبيتي التي تجلّت بداية من شريطه القصير "مدينة المتناقضات" في 1968، أوّل شريط كوميدي أفريقي تتمظهر فيه جرأة السينمائي وابتعاده عن التحفظ.
سيتطوّر هذا التّيار المجدّد بعد سنة في فلمه "الفتى بادو"" المهمش الذي يحلم بأن يصبح سائق تاكسي حيث ظهرت شخصية "لانقوست" الشرطي الثقيل والأبله وصاحب الخلل في رجله الذي جعل من عمله القبض على الصّغار والمشاغبين، هذه الشخصية التي نجدها في الفيلم "توكي بوكي" 1973، العمل المضيء لجبريل ديوب مامبيتي العلامة في تاريخ سينما أفريقيا الغربية، لقد وضع شريط "الضّباع" جبريل ديوب ممبيتي في مصاف الكبار، وترشيحه لمهرجان "كان" منحه نفسا عميقا شبيها لروح قودار فعبر موري الشاب الرّاعي الذي ابتعد عن قطيعه ولكنّ حنينا ما دفعه إلى أن يعلّق قرونا على درّاجته النّارية اليابانيّة والطّالبة "أنتا" التي تذكّرنا بالهذيان العاشق والحالم لفرديناندو وماريان في شريط "المجنون بيارو" قادما للسينما بعد تجربة مشاركته في انتسابه لمسرح دانيال سورانو المتميز بدكار: ليتعلّق تحديدا بالسينوغرافيا التي تتمظهر في مقطع العبادة لحظة حضور الشباب المتحابب على ضفّة البحر في حين تتمسّك "أنتا" بصليب خصوبة شعب أفريقيا الغربية معتقدات شعبها رمزا آخر لأفريقيا الأعماق التي تتصادم مع الحداثة.
ولتشكيل حلم موري وأنتا في عبور البحر إلى أوروبا تعود أغنية "باريس، باريس، باريس..." لجوزفين باكر بشكل متكرّر مثلما كتب ذلك أحد روّاد السنما السينغاليّة بولين سمانوفيارا سنة 1983: إنّ الموضوع والكتابة يخرجان من العادي في السنما السينغالية التي هي بمثابة صراع الثقافات، الحداثة والتقاليد، النقد الاجتماعي والهجرة من الرّيف.
إنّ قيمة الفيلم في بهجة أسلوبه وشموخه وجرأته وابتكاره وتهكّمه، نضيف أنّ التّهكم جاء نتيجة عمل مضن فعملية الإخراج لدى ممبيني على طرفي نقيض مع الارتجال الذي يأخذ كلّ معانيه مثلما سيتجلى ذلك في شريطه القوي الثاني والأكثر والأكثر عمقا وسخرية من "التوكي بوكي" عرض شريط "ضباع" المقتبس عن مسرحيّة زيارة السيّدة العجوز للكاتب المسرحي السّويسري فريدريكدورنمات في المسابقة الرسميّة لمهرجان "كان" سنة 1992، وهو تجسيد للحالة الإنسانية ونتاج للرؤية السّاخرة والمتشائمة لنظرة ممبيتي للمجتمع الحديث.
عائدة إلى موطنها "كولوبان" التي لا تقف عندها حافلة ولا قطار ولا طائرة بعد ثلاثين سنة من منفاها وقد فقدت رجلا ويدا، عادت غنية جدّا أكثر من البنك العالمي وعاقدة العزم على الأخذ بالثأر، راماتو جاءت تعدهم بالنّماء والإزدهار مقابل رأس درامان دراما، الذي حملت منه وعمرها 17 سنة الذي رفض الاعتراف بالمولود وأبعدها عن القرية.
إنّها حكاية قاسية حول الجشع والفساد يفضح فيها شريط "ضياع" سلطة المال، من خلال حكاية المرأة الجريحة يشير إلى وضعية أفريقيا تجاه المساعدات الغربية.
"جعل منّي العالم مومسا، لذلك أريد أن أجعل منه بيت دعارة" هذا هو الهدف الأسمى لراماتو.
شريط زادته تألّقا الموسيقى المتأصّلة والرّائعة لوازيس ديوب "الأخ الأصغر لجبريل ديوب ممبيتي" الذي لا يكفّ عن التّوصية باستمرار لكنّ المرض لا يمنحه إتمام الثلاثيّة "حكاية صغار النّاس" حيث نجد أنفسنا مقدّرين للمنجز الذي لم يكتمل تحديد شريطي "الفرنك" و"الصغيرة بائعة الشمس" ففي شريط الفرنك يقوم بتكريم الوطن منذ الساعات الأولى "ياد يكون" "روبن هودكولوبان" الذي تحدّث عنه المخرج قبل وقت قليل من رحيله "كان يحلم بإفريقيا كبيرة وحرة حيث لا يداس فيها جائع" عاش ياديوكون" حياة صعبة تجاه المستوطنين وأتباعهم المحلّيين" "حين كنّا صغار، قصيري القامة أمام قاعات السّينما حيث لا نستمع لغير الضّجة كان يفتح لنا الأبواب ويدخلنا إلى قاعة العرض، أنا مدين له بحضوري هنا".

فريدة عيّاري


 

اللأفلام

مدينة التباين

- السنغال ( 1968 )

مدينة التباين

الطفل بادو

- السنغال ( 1970 )

الطفل بادو

توكي بوكي

- السنغال ( 1973 )

توكي بوكي

لنتحدث جّدتي

- السنغال ( 1989 )

لنتحدث جّدتي

ضباع

- السنغال ( 1992 )

ضباع

الفرنك

- السنغال ( 1994 )

الفرنك

هاهي السينما !

Claudio del Signore - السنغال ( 1997 )

هاهي السينما !

الصغيرة بائعة الشمس

- السنغال ( 1999 )

الصغيرة بائعة الشمس

أخي جبريل

محمد شلوف - تونس ( 2009 )

أخي جبريل

ألف شمس

- السنغال ( 2014 )

ألف شمس