عفو الخاطر
أيام قرطاج السينمائية والتظاهرات العربية
المماثلة
بقلم: منيرة
الرزقي
تنامى عدد المهرجانات السينمائية في العالم العربي
بشكل لافت في السنوات الاخيرة،فالى جانب مهرجاني القاهرة والاسكندرية
للسينما،هناك مراكش ثم اخيرا ابوظبي ووهران.وهي مهرجانات تعنى بهذا
الفن وجاءت لتنافس المهرجانات العريقة التي اهمها على الاطلاق ايام
قرطاج السينمائية التي ارتأت لنفسها منهجا مختلفا وجعلت هويتها
الافريقية الجنوبية محدّدا لتمثلها لفن السينما،بل اساس اشعاعها
وانطلاقها الى العالم.وقد وصلت الى مرحلة النضج من عمرها.
ورغم ان
البعض من المهرجانات المتناسلة والذي جعل المنافسة شرسة من خلال
التعويل على التمويل الكبير لجذب نجوم عالميين والترويج لصورة هذه
المهرجانات من خلال حضورهم،على غرار مهرجان ابو ظبي الا ان المنهج
المتبع لقرطاج كان موازيا لهذا التوجه ومختلفا عنه.
ويمكن القول ان
ايام قرطاج السينمائية اثبتت من خلال هذه الدورة الجديدة انها لا تزال
صاحبة الريادة والتميز وان توالي السنوات لم يفقدها ألقها بل اكسبها
خبرة.وبقدر وفائها لخصوصيتها في تبني قضايا الجنوب والتعبير عنها بفن
السحر والدهشة،الا ان الاهتمام بما هو موازي للمضمون بل مكمل له مسألة
في غاية الاهمية،وهو ما تفطن اليه المشرفون على حظوظ هذه الدورة،اذا
كان الابهار حاضرا في الاختتام واحالنا على المهرجانات الكبرى في
العالم العريقة في مجال السينما، كما بدا البرنامج حافلا يليق بعمر
وريادة المهرجان وفي مستوى ذاكرته المتوهجة.
وهذا ما يجعلنا نطمئن
الى ان قرطاج لا يزال سيدا رغم المنافسة الحامية الوطيس لأجيال جديدة
من المهرجانات اهتمت بالبريق واهملت المضمون.