تحتفل أيام قرطاج السينمائية بعيد ميلادها الثالث والخمسين.. 53 سنة سلطت خلالها الضوء على السينما العربية و الافريقية كما احتفت بسينماءات آسيا، أمريكا اللاتينية و التجارب السينمائية المبتكرة من باقي أصقاع العالم.. 53 سنة و30 دورة، اذ تحولت أيام قرطاج السينمائية منذ 5 سنوات من حدث ينظم كل سنتين إلى حدث سنوي.
أيام قرطاج السينمائية، هي 53 سنة من الاكتشافات، التفاعل والنقاش الساخن أحيانا لكن البناء والشغوف دائما بين مختلف الأجيال الموهوبة لسينمائيي الجنوب.
صناع أفلام اليوم يسيرون على خطى الرواد، تجمع بينهم قيم أيام قرطاج السينمائية، مثيرين بذلك اهتمام جماهير قاعات السينما وأكبر المهرجانات في العالم.
أيام قرطاج السينمائية، هي 53 سنة من اللقاءات.. لقاءات جمهور استثنائي من محبي السينما بصناع الصورة الذي يروون قصصا محلية وكونية في ان .. فشكل ذلك علاقة عضوية بين الطرفين.
أيام قرطاج السينمائية هي كذلك انفتاح على عوالم خصوصية في برمجة "تحت المجهر"، حيث تحتفي قاعات السينما وشوارع تونس بأربع بلدان لها تقاليد سينمائية وتجارب لافتة في عالم صناعة الأفلام وهي لبنان، نيجيريا، شيلي واليابان.
أيام قرطاج السينمائية هي أيضا "قرطاج للمحترفين"، المنصة الاحترافية المخصصة لاكتشاف مواهب السينما العرب و الأفارقة. وتدعم ورشتاها "شبكة" و"تكميل" أصحاب المشاريع عبر مصاحبتهم من مرحلة التطوير إلى مرحلة ما بعد الانتاج و ذلك بمنحهم جوائز مالية قيمة. وتدعو فعاليات ''دروس في السينما" أسماء لها صيتها في عالم السينما لتقدم دروسا عن مسيرتها وفنها للأجيال الجديدة من المهنيين وطلاب مدارس السينما أمّا ''الندوة الدولية" هذه السنة فتطرح موضوعا هاما وقضية حارقة تشغل الفاعلين في قطاع الفنون والثقافة و خصوصا السينما وهي حقوق التأليف و تداعياتها الاقتصادية وستكون "حوارات قرطاج" كالمعتاد فضاء لتطارح القضايا المهنية بامتياز.
تسعى إدارة أيام قرطاج السينمائية إلى تركيز مشروع يقوم على الديمومة و الحداثة، وفيّ للخيارات النضالية للمؤسسين، و متجذر في واقعنا اليوم، تفتخر به الاجيال القادمة التي تنتظر منا تسليمها المشعل و قد بدأنا في ذلك فعلا.
موعدنا من 26 أكتوبر إلى 2 نوفمبر 2019 في تونس، لنتشارك لحظات الشغف و نعمق الحوار عن رؤية استشرافية لسينما الجنوب: مناضلة و قوية و ذكية ولا يمكن تجاهلها عالميا بعد الأن.
نجيب عياد
المدير العام
ستكون أيام قرطاج السينمائية المقبلة مرآة للتحولات العميقة التي طرأت على الصورة بكل أبعادها، و ستواكب الخلق و الإبداع لدى شباب آمن بالحقيقة الرقمية و بالتطورات التكنولوجية الجديدة.
ستركز الدورة الجديدة على كامل مسار الخلق ابتداءا بالفكرة و انتهاءا بالتوزيع، مبرزة في ذلك الامكانيات الخارقة المتاحة لصناع الافلام في تعاملهم مع التكنولوجيات الحديثة.
و ركزت أيام قرطاج السينمائية في الدورات الأخيرة على ابداعات شباب مجدد وغالبًا ثوري، مكن من بروز نخبة من الممثلين والتقنيين المتميزين و ضخ دماءا جديدة في المشهد السينمائي العربي و الافريقي.
لم تعد الصورة العربية و الافريقية عرضية أو مناسبتية، بل فرضت نفسها في المشهد السينمائي العالمي، و ستواصل أيام قرطاج السينمائية دعمها الفاعل لهذا التطور المستمر كما و كيفا.
و خير دليل على نجاح هذه السينماءات هو التفاعل الايجابي الرائع لجمهور أيام قرطاج السينمائية، تفاعل طبع المهرجان و جعل صيته يتخطى الحدود العربية و الافريقية.
و ستكون دورة 2019 كما أسلفنا سنة التركيز على الثورة الرقمية و ما أفرزته من توجهات جديدة و اضافة للغة السينمائية الاصيلة و المتجددة، يسهم في تطور المشهد السينمائي العالمي.
سيشتمل المهرجان على ما يقارب 150 فيلما، سيمتها الاستقلالية و الشجاعة تروي القوة و المعاناة و الجمال.
و كالعادة، ستقترح أيام قرطاج السينمائية أفلاما من خارج حدودها العربية و الافريقية، و بذلك تكون الأيام واجهة متميزة تحكي قصصنا و واقعنا و تضعنا في اطار نظرة إنسانية كونية بإمتياز.
فلنحتفى معا بالجمال و الابداع.
لمية بلقايد قيقة
المندوبة الفنية العامة