الإفتتاحية
ملتزمون ...
نجحت أيام قرطاج السينمائية منذ سنة 1966 إلى اليوم في الحفاظ على ولاء جماهير مُحبة ومتعطشة للسينما تسائل المنجز الفني والفكري المقترح في خيارات المهرجان.
يترجم الالتزام بالتنوع الثقافي ثوابت أيام قرطاج السينمائية التي كانت وستظل، فضاء إبداعيا للحوار بين الثقافات والشعوب، يدعم عبر الفن القضايا العادلة من حرية ومساواة ومناهضة للظلم والعنصرية.
تحرص أيام قرطاج السينمائية على تعزيز حرية تنقل الأفلام دون قيود وبمحبة وإيمان كبيرين، ترحب بالأعمال السينمائية ذات المضامين الاجتماعية والتاريخية والسياسية والتي تساؤل مجتمعات الجنوب.
أيام قرطاج السينمائية 2023 لا تكتفي بأن تكون مجرد نسخة جديدة من المهرجان إنمّا هي دورة "مقاومة"، تجدد التزامنا الداعم لسينما حرة ومتسامحة ومستقلة، تقطع مع كل التضييقات المالية والسياسية والأخلاقية أو غيرها كما هي دورة للتفكير والتحاور والبحث عميقا في كيفية حفاظ أيام قرطاج السينمائية منذ تأسيسها سنة 1966 على نفس تحرري، متمسكة بهويتها وجوهر رسالتها القائم على دعم السينماءات المستقلة والملتزمة بالمنطقة رغم الضغوط التجارية والمنافسة الإقليمية والدولية.
في هذا الزخم السينمائي - وكم نحن في حاجة إلى هذه المهرجانات السينمائية في افريقيا والعالم العربي- تتميز أيام قرطاج السينمائية بنضجها وقدرتها على إتاحة الفرص للمواهب الناشئة ومحترفي السينما عبر منصة تعزز إمكانات تقديم سينما ملتزمة وجريئة في طرحها للمواضيع الشائكة والحساسة.
يسعدنا استقبال أكثر من 600 فيلم في مختلف مسابقات هذه الدورة الجديدة من أيام قرطاج السينمائية وهذا ما يترجم حركية الإنتاج السينمائي في المنطقة.
تشترك الأفلام المختارة وعددها 135 عملا سينمائيا في الاهتمام بالقضايا المعاصرة الحاسمة منها الهوية والهجرة والعدالة الاجتماعية وغيرها من إشكاليات الراهن ومن بينها أفلام في قسم السينما العالمية وأخرى في مسابقة استثنائية هي "آفاق" المخصصة للسينما التونسية.
تحتفي أيام قرطاج السينمائية 2023 برفيقة الدرب، السينما السنغالية، صاحبة التقاليد السينمائية الآسرة عبر تكريم أهم روادها صمبان عصمان وأبا بكر صمب ماكارام ولا يمكن فصل رحلة كليهما الفنية والنضالية عن مسار أيام قرطاج السينمائية كما يضع المهرجان السينما الأردنية الشابة والواعدة والتي تشهد تطورا وديناميكية تحت مجهر دورته الجديدة.
تخصص التكريمات لمخرجين مميزين، يمنح حضورهم بعدا متفردا لهذه الدورة ويتيح لرواد المهرجان فرصة التعمق أكثر في تجاربهم الملهمة .. فلسطين في قلب المهرجان من خلال أفلام المسابقات، قسم "سينما الشارع" تضامنا مع راهن الشعب الفلسطيني وتكريم للمخرج هاني أبو أسعد. السينما التونسية حاضرة كذلك ضمن التكريمات عبر تجربة الجيلاني السعدي وتنفتح هذه الدورة على السينما الإيرانية من خلال درس في السينما مع المخرج العالمي محسن مخملباف.
نحتفي معنا كذلك في هذه الدورة من أيام قرطاج السينمائية بــ"100 سنة من السينما التونسية" مناسبة استثنائية لتثمين التراث السينمائي التونسي ومساهمته في تاريخ السينما.
مرحبا بكم في أيام قرطاج السينمائية، مهرجاننا جميعا واسمحوا لأنفسكم بالاستمتاع بالمشاعر والقصص والرؤى المتفردة التي تقدمها هذه الدورة.
المديرة الفنية لأيام قرطاج السينمائية 2023
لمياء قيقة