تأسست أيام قرطاج السينمائية سنة 1966 من قبل وزارة الثقافة التونسية. وتشرف عليها لجنة يرأسها السيد وزير الثقافة و تتكون من مختصين في القطاع السينمائي ، وهي التي تؤمن تنظيمها كل سنتين.
أيام قرطاج السينمائية باعتبارها مهرجانا ينتظم كل سنتين خلال شهر أكتوبر ، وهي أقدم مهرجان سينمائي في دول الجنوب لا يزال يعقد دوراته بانتظام.
ويحتوي البرنامج الرسمي بالإضافة إلى المسابقة الرسمية علي قسم للبانوراما مفتوح للأفلام العربية و الإفريقية ،و أقسام أخرى منها "القسم الدولي" وهو مفتوح لأحدث الأفلام الضخمة مهما كان مصدرها، وقسم "تكريم" لسينما إحدى الدول المشاركة أو لإحدى الشخصيات السينمائية الشهيرة. هناك أيضا "ورشة المشاريع" و ترمي إلي تنمية مشاريع الأفلام الإفريقية و العربية بتمكينها من "دعم للسيناريو "، وقسم مسابقة فيديو للأشرطة الطويلة و القصيرة.
و مع المحافظة علي الطابع الإفريقي و العربي، تمكن هذا المهرجان من المحافظة علي وضعه الاحتفالي و علي نجاعته عبر جمع السينمائيين من مخرجين و منتجين و نقاد و عشاق السينما من دول الشمال و الجنوب على السواء .
و اذو تحتفل أيام قرطاج السينمائية بذكرى تأسيسها الربعين فان حصيلتها إيجابية إجمالا. ذلك أن السينمائيين الذين أبرزتم هذه التظاهرة كيوسف شاهين و سيسي و مفيدة التلاتلي و نوري بوزيد و إي ودراغو على سبيل المثال لا الحصر،كلهم أصبحوا يتمتعون بشهرة واسعة علي الصعيد العالمي كما أن إعمالهم ما زالت تبرمج في صدارة العديد من كبريات التظاهرات السينمائية عبر العالم .
أيّام قرطاج السينمائيّة
احتفلت أيّام قرطاج السينمائيّة بالذكرى الأربعين لميلادها سنة 2006 مسجّلة رقما قياسيا ومؤكّدة أنّها أعرق تظاهرة سينمائيّة في العالم الثالث فإنها لا تزال مواظبة على انعقاد دورتها العاديّة كلّ سنتين منذ انبعاثها من طرف وزارة الثقافة التونسيّة سنة 1966.
بدءا بالسينغالي عصمان صمبان (الجائزة الكبرى سنة 1966) مرورا بالمصري يوسف شاهين (الجائزة الكبرى سنة 1970)، المالي سليمان سبسي (الجائزة الكبرى سنة 1982)، الفلسطيني ميشال الخلايفي (الجائزة الكبرى سنة 1988)، التونسيين: النوري بوزيد، فريد بوغدير، مفيدة التلاتلي (الجائزة الكبرى سنة 1986، 1990، 1994) والسوري محمّد ملصي (الجائزة الكبرى سنة 1992) والجزائري مرزاق علواش (الجائزة الكبرى سنة 1966) فإنّ كلّ الأسماء الكبرى الإفريقيّة والعربيّة توّجوا انطلاقا من قرطاج قبل أن يقع الاعتراف بهم بالخارج.
وخلافا للعديد من التظاهرات شبه احتفاليّة، شبه سياحيّة دون واعز سينمائي كانت أيّام قرطاج السينمائيّة مهرجانا مناضلا من أجل القضايا السينمائيّة للبلدان العربيّة والإفريقية راسما لنفسه هدفين رئيسين:
الارتقاء بسينما معبّرة تعكس الواقع الثقافي والاجتماعي للبلدان المعنيّة، وتعرّف بها على المستوى المحلّي والدّولي.
توفير مكان للقاء بين السينمائيين من أجل إعداد شروط نهوض اقتصادي لهذه السينماءات في سوق تكاد تكون مستعمرة من طرفي مزوّدي الأفلام الأجنبيّة.
لقد وقع بعث الجامعة الإفريقية للسينمائيين سنة 1970 بأيّام قرطاج السينمائيّة كما تمّ بنفس الأيّام التأسيس للتعاون السينمائي جنوب-جنوب، هذا التعاون الحقيقي بدأ يعطي نتائجا ملموسة قبل أن يقع تعويضه في التسعينات بالتعاون شمال-جنوب، ممّا جعل السينما الإفريقيّة في تبعيّة للدّعم المالي لبلدان الشمال.
إنّ الندوات الأخيرة لأيّام قرطاج السينمائيّة "سينماءات الجنوب في مواجهة العولمة" "تمويل السينما من طرف التلفزة" "النقد السينمائي أمام السينماءات الإفريقيّة والعربيّة" تؤكّد ثراء المخزون الفكري لهذه التظاهرة. كما أنّ الانخراط الهائل للجمهور المحلّي يبقي النجاح الأكبر لهذا المهرجان- فهذا المدّ البشري الحقيقي الّذي يغمر وسط المدينة بالعاصمة كلّ سنتين يمنحها تنشيطا لا يضاهى.
لقد كان الاحتفال بالذكرى الأربعين لبعث المهرجان مناسبة للرجوع إلى المنابع وللوقوف على عدّة عروض تاريخيّة للأعمال المهمّة في مسيرة السينماءات والمؤلفين التّي أبرزتها التظاهرة للوجود. كما مثّلت انفتاحا (عبر كل عبارات التصوير) على آسيا وأمريكا اللاتينيّة وأفلام الجنوب عموما في إطار من الالتزام الدّولي بالنهوض والدّفاع على مفهوم "التنوّع الثقافي المحتفل به بقرطاج من وجهة نظر الجنوب".
وتؤكّد أيّام قرطاج السينمائيّة مرّة أخرى أنّ الموقع الجغرافي للبلاد التونسيّة القريب من أروبا يجعلها ملتقى طرق حتمي للتعاون السينمائي شمال-جنوب-جنوب.