المسابقة الرسمية للأشرطة الوثائقية

المسابقة الرسمية للأشرطة الوثائقية

لنتعرف على أنفسنا

منذ 2010 بدأ مهرجان أيام قرطاج السينمائية يستجيب للأهمية التي اكتسبتها الصيغة التوثيقية في أقاليمنا، وخصّها بقسم كامل ضمن فعالياته.
وأمام الأحداث السياسية المتلاحقة، بين الثورات في العوالم العربية والانتفاضات والتغييّرات في إفريقيا، استجاب منتجو الأفلام الوثائقية لحتمية أن يكونوا شاهدين على ما يجرى في بلدانهم. فتحرّرت الكلمة واستفاقت الذاكرة وأصبح الشريط الوثائقي من أهم أدوات التعبير عن ذلك. وبالنسبة للسنة الحالية، و من خلال الأفلام المختارة نودّ مواصلة تعميق الحوار حول المسائل السياسية و الاجتماعية بلا مراوغة، ولا اعتبار لأية محظورات. وقد لعب الشريط الوثائقي ولازال دور المصالحة مع أنفسنا ومع تاريخنا. وهو يعبّر عن الحاجة في التعامل مع الواقع كمادة أولية، ذلك الواقع الذي انقطع عنا لأمد طويل. فنحن نصوّر ونطرح الأسئلة و نحلل، وهي الفرصة التي طالما انتظرناها للخروج من عالم الاستبداد المتكلس، ولكن أيضا من النظرات المطهّرة التي يمكن أن تسلط علينا. و سواء تعلق الأمر بإفريقيا أو بالعوالم العربية فقد عرف الاثنان الاستعمار ثم الأنظمة الاستبدادية. فقد أسقطت علينا القوى المستعمرة تخيّلاتها: فإفريقيا ينظر إليها على أنها أرض متجهة نحو الماضي، ولا مكان فيها لغير تقاليدها وعاداتها، في حين تقدّم العوالم العربية وكأنها الشرق، زمن ألف ليلة وليلة.
وبعد الاستقلال، واصلنا تسليط تلك النظرة على أنفسنا، لقد أصبحنا مستشرقين من الشرق وغرباء من إفريقيا، ملحقين بذلك الصور الدعائية للأنظمة الدكتاتورية. ويقدّم الإبداع الوثائقي نظرة جديدة، نوعا من الاستبطان من خلال أفلام حميميّة ولكن أيضا أكثر شمولا.
وتطمح اختياراتنا للأفلام إلى التعريف بحيوية إفريقيا اليوم وبتنوّع واقع العوالم العربية: استكشافا للماضي،وفهم الحاضر، من أجل بناء المستقبل.

اللأفلام