الصادق بن عائشة
ما يقدمه الشريط هو مجموعة صور و لقطات من حياة شاب طالب يؤلف قصة فيكتب لها النجاح.. و تهافت عليه أسئلة الصحافيين و أضواء الكاميرا لتكشف عن شخصيته و خاصة عما غمض منها- فالطالب منكمش متردد في علاقاته مع الناس يبدو هذا في صمته الدائم مع صديقته الطالبة.. و مع تعثره في الكلام مع أساتذته .. و في تلخيصه للكلام مع أساتذته.. و في تلخيصه للكلام مع الصحافية المذيعة
هذا حسب ما يبدو و هو أهم وجه من وجوه الفلم..نزيد عليه ما شاهدناه من جوانب وثائقية عن حياة الطلبة في الجامعة التونسية و ترددهم على مختلف قاعات الدر و نوادي الطلبة و الحي الجامعي. و على هامش هذه المعطيات أو قل في صلبها نعيش مع الطالب الأديب القصاص حكاية كتابه الثاني فترى البطلة تعيش تحت الضغط...فتبدو دائمة الحزن و البرود ثم تتخلل كل هذه المراحل أحداث هامة كزيارة الطالبة صديقها الأديب في قريته. و موت الأديب المفاجئ
و تختلط الأحداث هكذا …و تمتزج العواطف أنيسة لطفي تحب طارق بن ميلاد… و طارق بن ميلاد لا يحب أحدا و بطلة الرواية الثانية تتساءل إن كانت تحب سيدها الأجنبي …كل هذه الأجواء متجمعة و متفرقة أتت في الشريط لا لشيء إلا لتبين أن المخرج التونسي قادر على تقديم شريط له يفهمه العامة
تحدى المخرج الصادق بن عائشة المتفرجين بكلامه كما تحداهم بفلمه الغامض و العجيب حقا هو أن أغلب المتفرجين قد شعروا بحاجة ملحة في التلاقي به و طلب مساعدته في حل طلاسم هذا الشريط ذي الأبعاد المغرورة حقا
و متى كان هذا الفيلم بالذات تعبيرا عن مطامح أجيال الشباب في تونس اليوم إن لم يكن نقدا و استهزاء بحياة الطلبة في تونس. فكل أبطال الفلم من الطلبة منكمشين .. لم تعرف الابتسامة طريقا إلى شفاههم و لم يعرف الأمل سبيلا إلى قلوبهم... فهم كالدماة المطيعة يحضرون محاضر الجلسات و يصوتون في نطاق اتحاد الطلبة و يترددون عل المطعم الجامعي…كل هذا و الحزن باد على وجوههم متغلب على مشاعرهم. فهل من حق الصادق بن عائشة أن يزيف حقيقة الوضع الطلابي.. و إن يتكلف و صفه حتى يتردى في مهاوي المبالغة و المغالاة. أي طالب وجد نفسه حقا بين هذا الجمع المشتت من الشباب، و منذ متى كانت مشاكل الطلبة مشاكل تردد على الدرس و أكل في المطعم و تصويت لممثلي الاتحاد… أين سبل الثقافة الحقيقية التي يغرف من معينها الطالب التونسي كلما تجاوز حدود المادة و الحياة اليومية
ليلى مامي
جريدة العمل