أحمد نادر
عشرون دقيقة كانت كافية جداً للرائعَين عبد الرحمن أبو زهرة ورجاء حسين، من وجهة نظر المخرج الشاب أحمد نادر، كي يقدما عملاً مميزاً يلقى استحسان النقاد وإعجاب الجمهور وانتزاع التصفيق الطويل في عروضه الخاصة والعامة.
استطاع فيلم «وَنَس» المنافسة على الجوائز مبكراً، فحصل على جائزة التانيت البرونزي لأحسن فيلم قصير في أيام قرطاج السينمائية الأخير في دورته الـ28، إضافة إلى تنويه خاص بالفيلم من لجنة تحكيم مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، وجائزة الجمهور في مهرجان مصر دوت بكرة للأفلام، قبل أن يحصل أخيراً على جائزة أفضل إخراج في الدورة الخامسة لمهرجان سينما الشباب في دمشق.
تدور أحداث الفيلم حول محمود ونبيلة، وهما زوجان في عمر الثمانين، يعيشان بمفردهما في بيت هادئ. محمود أصبح غير قادر على مشاركة زوجته نبيلة تفاصيل الحياة اليومية، حيث تشعر نبيلة بالوحدة وتبحث عن وَنَس. وتظهر أحداث الفيلم بالتوازي مع مشاهد معبرة من فيلم كلاسيكي هو فيلم «حبيبتي» لفاتن حمامة ومحمود ياسين.
لفت الفيلم الأنظار منذ طُرح الملصق الدعائي له، وتظهر فيه صورة لعبد الرحمن أبو زهرة في حمّام بيته، وتقف أمامه الفنانة رجاء حسين وهي ممسكه بـ»الدش» وتغسل له رأسه. وقد تصدر الملصق الدعائي عبارة «لن أنسى أنك انتزعت الحياة من صدرك وغرستها في قلبي». وتقول الكاتبة كارولين كارمي: «بالرغم من صغر سن المخرج أحمد نادر، فإنه أراد الحديث عن ديناميكية العلاقة في الكِبر، وما يخفيه المستقبل لنا، وهو أمر يشغلنا جميعاً».
يقول الفنان عبد الرحمن أبو زهرة: «لما قرأت نص فيلم «ونس» أعجبت به جداً، وشعرت بجودة تعبيره، وقدرته على سرد طبيعة العلاقة الزوجية وتطورها من مرحلة إلى أخرى من مراحل العمر». ويضيف أبو زهرة: «هذه الرحلة كان أحساسي بها عالياً لأنني أحياها بالفعل، فقد رأيت أن الفيلم يقدم قصتي مع زوجتي؛ لذا تحمست لفكرة الفيلم جداً». كما تنبأ أبو زهرة بأن «ونس» سيكون له نصيب من جوائز المهرجانات.
مقال محمد كريم
(مقتطفات)
Alaraby.co.uk