لتحيى أيّام قرطاج السّينيمائيّــة!
احتفـلنا منذ اقلّ من سنة بخمسينيّــة مهرجان أيّــام قرطاج السّينمائيّــة. وهو بذلك عميد المهرجانات العربيّة والإفريقية، ساهم ولا يزال في تنميــة الصّناعة السّينمائيّة في بلادنا العربيّة والإفريقية وكان بمثابة المنصّة الأساسيّة للترويج لسينماءاتنا التي بعث من أجلها.
ما من شكّ أنّ النّفس النّضالي للمهرجان قد اهترأ شيئا ما نظرا لخيبة الأمل السّائدة والتي مرّدها التّقصير الواضح لأغلب الحكومات في مجال السّياسات السّينمائيّة. ولكن تبقى أيّام قرطاج السّينمائيّة، رغم ذلك، ورقة رابحة في هذه المعركة، كما عهدناها على مدى عقود. يكفي الإيمان بهذا التّوجّه والعمل من أجله.
في ما يخصّني، أؤمن إيمانا راسخا بذلك!
ماذا يمكن ان أوفّر للمهرجان الذي أعطانا الكثير؟
أعتقد أنّ الأهم هو الرّجوع إلى الثّوابت التي تأسّس عليها المهرجان واكتسب من خلالها هويّته:
هدفنا من ذلك الاحتفاء بجمهور أيّام قرطاج السّينمائي، ذلك الجمهور الرّائع، وكذلك بضيوف المهرجان، بتمكينهم من التعرّف على تجارب سينمائيّة رائدة من بلداننا وكذلك من بلدان تشبهنا ولا نعرف عنها الكثير...
وسنعمل على أن تـكون الدّورة 28 أشدّ تركيزا وجودة في مجال الأفلام والفضاءات، والهدف الرّئيسي من ذلك هو تكريس الاحتفال بالسّينما من قبل عشّاقها.
فأيام قرطاج السينمائية تحيى على شغفكم بالفن السابع
مهرجان سينمائي, هو بالأساس أفلام و جمهور و في أيام قرطاج السينمائية,
يلتقي الاثنان بشغف
لقد نجحت هته الأيام, منذ خمسين عاما في حصد الرصيد الأهم ألا و هو
جمهورها. و من أجل هذا الجمهور الفريد و المتعطش للسينما على الدوام,
اختارت اللجنة الفنية أفلام هذه الدورة الخاصة بالمسابقة الرسمية و الأفلام
المبرمجة في الأقسام الأخرى وفقا لمبدأ أساسي و هو الدفاع عن حرية
التعبير و الإبداع و تمكين الجمهور من هذه المادة الإبداعية, و إن كانت وفرة
الإنتاج هذا العام عسرت عملية الاختيار
أفلام الدورة 28 لأيام قرطاج السينمائية تعكس ديناميكية السينما الإفريقيةو
العربية, إذ يحمل المهرجان روحا تنافسية جديدة بين كل الانتاجات الوافدة.
حيث كسبت هذه السينما مكانة عالمية هامة لدى النقاد و المهرجانات في
السنوات الأخيرة منذ نشأتها, تحرص أيام قرطاج السينمائية على تقديم أفلام
الجنوب لتمنحها فرصة التلاقي مع الجمهور الشغوف و المحب للفن السابع.
و مهما تنوعت أصول هذه الأفلام: مغاربية كانت أم من الشرق الأوسط أو
من السينيغال أو الموزمبيق أو من جنوب افريقيا... تلقى ترحابا في أيام قرطاج
السينمائية
تعتز الأيام هذه السنة ببرمجة أفلام متنوعة من كل من الجزائر, جنوب افريقيا,
أمريكا اللاتينية, أسيا و أفلام أخرى من شتى بقاع العالم أفلام روائية و أخرى
وثائقية, طويلة و قصيرة, باختلاف أنواعها تطرح هذه السنة قضايا معاصرة
مثل الهجرة, التمييز و عدم المساواة, و كلها تحمل رسائل الحب
و السلام و التسامح
لنتناقش سويا, لننقد و نتبادل الأفكار و نغذي هذا المهرجان