CNCI
JCC 2022

فوكيس فلسطين


...

عائد إلى الوطن...

تضم برمجة فوكيس فلسطين أفلاما قيّمة يعود تاريخ إنتاج أقدمها لأواخر الستينيات، بعضها لم يعرض قبلا في المهرجان وبعضها رمم ووقعت رقمنته حديثا. تحاول أن تعكس البرمجة تعددية جمالية ومرحلية وتعبيرية حقيقية, لتعبر ولو قليلا من خلال هذا التنوع عن زخم السينما الفلسطينية القوية بتجذرها في تربتها العربية.

ان هذه الباقة المتنوعة تعبر عن ثراء السينما الفلسطينية واشعاعها في محيطها العربي لنجد فيها سينمائيين من جنسيات عربية مختلفة : عراقيين ولبنانيين وتونسيين وفلسطينيين من من ساهموا في تخليد نضالات الشعب الفلسطيني وكفاحه من أجل استرداد وطنه.

يعكس هذا الاختيار لهذه الأعمال تصورا يتجاوز الحدود الجغرافية الضيقة ليبرهن أن الفن هو أنجع وسيلة لتجاوز الحدود وتوحيد الشعوب عبر جسور التضامن الفكري والفني و المشاركة الوجدانية و الإنسانية.

تبرز هذه البرمجة المحدودة عدديا والثرية نوعيا أعمال صانعي أفلام فلسطينيين وعرب، يجمعهم التزام مشترك ؛ ليعبروا من خلال هذه الأعمال الفارقة في تاريخ السينما الفلسطينية والعربية عن التزامهم بالقضية الفلسطينية وحبهم للشعب الفلسطيني العظيم بنضالاته الخالدة ، مما يكشف عن علاقات تاريخية عميقة وممتدة بين السينما الفلسطينية والسينما العربية.

تبقى هذه المجموعة المتميزة من الأفلام الفلسطينية والعربية رغم مرور الزمن قريبة من القلب لأنها انتصار للذي سيكون. أنها ليست أفلاما عن المقاومة,هي أعمال سينمائية متوحدة مع فعل المقاومة ذات روح ساحرة هي روح خلق الممكن.

إن أفلاما ك"عائد إلى حيفا" و"جبهة الرفض" و"حكاية الجواهر الثلاث" و"ثلاثة آلاف ليلة" تمثل خليطا متعددا ومتجانسا يجمع بين راديكالية الواقع وسيولة الخيال المنفلت والسحري, هي ذلك الحيز حيث يلتقي الوثائقي مع الخيالي في نقطة شفافة مكثفة؛ هي المعنى. فتنكشف لأعيننا حقيقة جوهرية: السينما قضية.

منية الشرودي