العالم كما يراه فيليني
النظر للماضي لإضاءة المستقبل

إن تخصيص برمجة لفيديريكو فيليني في الدورة الثالثة والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية، في قسم رؤى البحر الأبيض المتوسط، يعبر عن المكانة المهمة لهذا المخرج الإيطالي الاستثنائي، حيث يظل تراثه مرجعا أساسيا، ليس فقط في البحر الأبيض المتوسط، ولكن في العالم أجمع.

يمكن اعتبار هذه البرمجة إحياء لذكرى ولادة فيليني السينمائية، ككاتب سيناريو في عام 1942، في فيلمين أولهما، فرسان الصحراء "I cavalieri del deserto" لجينو تالامو وأوزفالدو فالنتين و"تقدم، هنالك متسع "Avanti,c'è posto ..." لماريو بونارد.

كما أنه يمثل تكريسًا لمجموعة من القيم الجمالية والإنسانية، من خلال رؤية للعالم تتقاطع في عدة أوجه مع الروح التأسيسية لأيام قرطاج السينمائية، المهرجان السينمائي الأول من نوعه، في إفريقيا والعالم العربي، ومع رغبة التجديد المتأصلة فيه.

لن تقتصر هذه العودة إلى أعمال فيليني على برمجة بعض الأفلام المتميزة للمخرج حتى يتمكن الشباب من اكتشافها، بل سيتم أيضًا تسليط الضوء على إرث فيليني من منظور صانعي الأفلام الحاليين الذين عملوا معه أو الذين تـأثروا بإحدى أعماله لذا سنجدهم يضفون قراءتهم الخاصة عليها.

تضم برمجة العالم حسب فيليني ثلاثة أفلام مميزة من مسيرته الاستثنائية: ثمانية ونصف (1963) ، أماركور (1973) و صوت القمر(1990) وثلاثة أفلام وثائقية عن أعمال فيليني تعرض لأول مرة على شاشاتنا: فيليني آخر ماي لأوجينو كوبوشيو (2019) ، على خطى فيليني لجرالد موران (2013)، فيليني والظل لكاثرين ماكجيلفراي (2021) بالإضافة للفيلم التحريكي القصير,الفيلينة الصغيرة لابنة أخت فيليني فرانشيسكا فابري فيليني(2020).

سيحضر هؤلاء المخرجون عروض أفلامهم وسيشاركون في النقاشات مع الجمهور.كما سيتم تعزيز هذا البرنامج ، الذي يتم تنفيذه بالشراكة مع المعهد الإيطالي بتونس ، بمعرض صور "فيليني ، مخرج الأحلام" وحفل موسيقي على آلة البيانو للموسيقار ماريو مارياني الذي سيقدم أشهر الألحان من موسيقى أفلام المايسترو فيليني.

الحبيب المستيري